أثبتت المواجهة الأخيرة التي فاز بها المنتخب الوطني أمام نظيره التنزاني بـ7/0، ضمن إياب الدور الأول المؤهل لمونديال روسيا 2018، للمرة الألف أن رفقاء القائد مجاني لا يزالون مبرمجين وفق خطة 4/3/3، التي لعبوا بها طوال ثلاث سنوات كاملة تحت إشراف المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش. وهذا بعد الأداء الجيد الذي قدموه أمام التنزانيين وتحكمهم في الكرة طيلة مجريات اللقاء.
ظل المدرب الفرنسي، كريستيان غوركوف، يتغنى منذ قدومه إلى "الخضر"، شهر أوت 2014، بالعمل على تغيير نمط لعب المنتخب الوطني وتطبيق خطة 4 /4/2، حيث قال في أول ندوة صحفية عقدها بالجزائر وبالضبط بقاعة المحاضرات التابعة لملعب 5 جويلية الأولمبي، إنه "مستعد لجعل المنتخب الوطني يلعب مثل نادي برشلونة الإسباني"، غير أنه فشل في ذلك لعدة معطيات، إذ أثرت هذه الخطة سلبا على مردود المنتخب وبعض اللاعبين على وجه الخصوص، وجعلته يعاني وينهزم أمام منتخبات صغيرة، على غرار ليزوتو وقطر وغينيا، ليفقد هيبته "المونديالية" وثقة الأنصار، التي اضطرت غوركوف إلى مراجعة حساباته بعد عام ونصف من العمل، ليعود إلى نهج 4/3/3 أمام تنزانيا في الدقائق الأخيرة من لقاء الذهاب والاعتماد عليها من البداية في مباراة الإياب، التي أتت أكلها باستعادة "الخضر" بريقهم من خلال انتفاضة ودك شباك الخصم بسباعية نظيفة.
فضلا عن ذلك، فإن خطة 4/3/3 ساهمت في تحرير بعض اللاعبين على غرار الهداف إسلام سليماني الذي وقع ثنائية مرة أخرى ورفع رصيده إلى 20 هدفا، وكذا كارل مجاني الذي عاد إلى منصبه المفضل في وسط الميدان بدلا من محور الدفاع. كما كان لمشاركة المدافع هشام بلقروي وقعها الإيجابي على المردود العام لدفاع المنتخب الذي وجد ضالته، وبرهن مرة أخرى أن خريجي المدرسة الجزائرية واللاعبين المحليين على وجه الخصوص في حاجة إلى اهتمام والتفاتة المسؤولين عن كرة القدم الجزائرية للوصول إلى القمة، ودق أبواب الاحتراف وإفادة المنتخب الوطني في المواعيد القادمة.
وإذا كانت كل المعطيات الحالية تشير إلى بقاء غوركوف على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، رغم المشاكل وسوء الخلاف الذي وقع سابقا بينه وبين مسؤولي "الفاف" والرئيس محمد روراوة، ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه حاليا: هل سيعود غوركوف إلى خطة 4/4/2 في المواعيد المقبلة التي تنتظر "الخضر" بداية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017 شهر مارس المقبل؟؟ أم إنه تيقن أن خطة 4/3/3 أفضل وسيواصل الاعتماد عليها فيما تبقى له من مشوار.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire